يدفع البيت المصري ثمنا غاليا عندما يسمح لطفله الصغير الخروج الي المدرسة دون تقديم وجبة غذائية صحية إسمها الافطار.والكارثة أن الدراسات أكدت أن47% من التلاميذ المصريين الصغار لا يتناولون الإفطار وحددت الأسباب في الإنشغال العائلي أو الإستيقاظ متأخر أو غياب الثقافة الغذائية في الأسرة!، وأكدت الدراسات كما شرح د. مجدي بدران إستشاري الأطفال أن فقدان الصغير لوجبة الافطار تؤدي الي ضياع قدراته الذهنية وإضعاف ذاكرته.. ويقلل ذكاءه وتحصيله الدراسي.. ويحرم الطفل من ثلث حاجاته الغذائية، كما أنه يسبب السمنة عندما يلجأ الطفل الي تناول المأكولات المصنعة والمشروبات الغازية التي تمده بالطاقة الفارغة لإحتوائها علي الدهون والسعرات الحرارية بكميات عالية جدا.
ولذلك يطالب خبراء التغذية بتوفير فرصة للطفل ليتناول وجبة الافطار في المدرسة للطلبة الذين لا يتمكنون من تناولها في منازلهم. ومنح هذه الفرصة للطلبة الصغار تمنحهم صفات خاصة إذ يحصلون علي درجات أعلي.. وتتحسن سرعتهم وذاكرتهم في إختبارات الذكاء.. كما انهم أقل غيابا أو تأخيرا في الحضور، وأكثر اتباعا للتوجيهات المدرسية.. كما تقل لديهم المشاكل النفسية ومعدل تمارضهم.
وأمام إنشغال الأسرة.. فإن خبراء التعليم يدعون الي الإهتمام بالكانتين المدرسي الذي يلعب دورا مهما في السلوك الصحي للطلبة.. وللأسف فقد أصبح يهدف الي الربح السريع علي حساب تقديم الوجبة الصحية للطالب.. وتطوير الكانتين المدرسي يتطلب كما يضيف الخبراء تقديم وجبات من الالبان ومنتجاتها بدلا من المياه الغازية.. مثل عصير الطماطم المحلي بعسل النحل.. وتوفير الخضراوات النظيفة إستبدال الخبز الأبيض بالبلدي الأسمر.. والإبتعاد عن جنون الشيبسي الذي ثبت إحتواءه علي نسبة مرتفعة من مادة الاكرايل أميذ المسرطنة ويستبدل بشرائح البطاطس السميكة المقلية، وتستبدل عصائر الفاكهة المحفوظة بعصائر طبيعية كالبرتقال والموز والجوافة والمانجو أو ثمار الفاكهة الطازجة المغسولة جيدا والموضوعة داخل أكياس نظيفة ومقطعة بطرق شيقة تجذب الأطفال.
الكاتب: رياض توفيق.
المصدر: جريدة الأهرام المصرية.
